محمد صلى الله عليه وسلم نشأته وأحواله قبل النبوة
7/2/2020, 6:50 pm
● المولد :-
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب بنى هاشم فى مكة ، صبيحة يوم الاثنين، التاسع - ويقال : الثانى عشر - من شهر ربيع الأول عام الفيل - والتاريخ الأول أصح والثانى أشهر - وهو يوافق اليوم الثانى والعشرون من شهر أبريل سنة ٥٧١ م .
وكانت قابلته أى دايته : الشفاء بنت عمرو أم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ولما ولدته أمه خرج منها نور أضائت له قصور الشام . وأرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بولادته صلى الله عليه وسلم فجاء عبد المطلب مستبشراً مسروراً ، وحمله ، فأدخله الكعبة ، وشكر الله ، ودعاه ، وسماه محمداً ، رجاء أن يحمد ، وعق عنه ، وختنه يوم سابعه ، وأطعم الناس كما كان العرب يفعلون .
وكانت حاضنته أم أيمن : بركة الحبشية ، مولاة والده عبد الله، وقد بقيت حتى أسلمت ، وهاجرت ، وتوفيت بعد النبى محمد صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر ، أو بستة أشهر .
● الرضاع :-
وأول من أرضعته صلى الله عليه وسلم بعد أمه ثويبة : مولاة أبى لهب بلبن ابن لها ، يقال له مسروح ، وكانت قد أرضعت قبله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب وبعدة صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومى ، فهم إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة .
وقد أعتق أبو لهب أمته هذه فرحاً بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه صار من ألد أعدائه حينما قام بالدعوة إلى الإسلام .
● فى بنى سعد :-
كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لمواليدهم فى البوادى ، إبعاداً لهم عن أمراض الحواضر حتى تشتد أعصابهم ، وليتقنوا اللسان العربى فى مهدهم .
وقدر الله أن جاءت نسوة من بنى سعد بن بكر بن هوزان يطلبن الرضعاء فعرض النبى محمد صلى الله عليه وسلم عليهن كلهن ، فأبين أن يرضعنه لأجل يتمه . ولم تجد إحدى النسوة - وهى حليمة بنت أبى ذويب - رضيعاً فأخذته صلى الله عليه وسلم وحظيت به حظوة اغتبط لها الآخرون .
واسم أبى ذويب والد حليمة : عبد الله بن أبى الحارث ، واسم زوجها : الحارث ابن عبد العزى ، وكلاهما من سعد بن بكر بن هوازن . وأولاد الحارث بن عبد العزى : إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة هم : عبد الله وأنيسة وجدامة ، وهى الشيماء ، لقب غلب على اسمها ، وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
● بركات فى بيت الرضاعة :-
وقد درت البركات على أهل هذا البيت مدة وجوده صلى الله عليه وسلم بينهم .
ومما روى من هذه البركات : أن حليمة لما جاءت إلى مكة كانت الأيام أيام جدب وقحط ، وكانت معها أتان كانت أبطأ دابة فى الركب مشياً لأجل الضعف والهزال ، وكانت معها ناقة لا تدر بقطرة من لبن ، وكان لها ولد صغير يبكى ويصرخ طول الليل لأجل الجوع ، ولا ينام ولا يترك أبويه ينامان .
فلما جاءت حليمة بالنبى صلى الله عليه وسلم إلى رحلها ، ووضعته فى حجرها أقبل عليه ثدياها بما شاء من لبن ، فشرب حتى روى ، وشرب معه ابنها الصغير حتى روى ، ثم ناما .
وقام زوجها إلى الناقة فوجدها حافلاً باللبن ، فحلب منها ما انتهيا بشربه رياً وشبعاً ، ثم باتا بخير ليلة .
ولما خرجا راجعين إلى بادية بنى سعد ركبت حليمة تلك الأتان ، وحملت معها النبى صلى الله عليه وسلم فأسرعت الأتان حتى قطعت بالركب ، ولم يستطع لحوقها شئ من الحمر .
ولما قدما فى ديارهما : ديار بنى سعد - وكان أجدب أرض الله - كانت غنمهما تروح عليهما شباعاً ممتلئة الخواصر بالعلف ، ممتلئة الضروع باللبن . فكانا يحلبان ويشربان ، وما يحلب إنسان قطرة لبن .
فلم يزالا يعرفان من الله الزيادة و الخير حتى اكتملت مدة الرضاعة ومضت سنتان ففطمته حليمة ، وقد اشتد وقوى فى هذه الفترة .
● بقاء النبى صلى الله عليه وسلم فى بنى سعد بعد الرضاعة :-
وكانت حليمة تأتى بالنبى صلى الله عليه وسلم إلى أمه وأسرته كل ستة أشهر ، ثم ترجع به إلى باديتها فى بنى سعد ، فلما اكتملت مدة الرضاعة وفطمته ، وجاءت به إلى أمه حرصت على بقاءه صلى الله عليه وسلم عندها ، لما رأت من البركة والخير . فطلبت من أم النبى محمد صلى الله عليه وسلم أن تتركه عندها حتى يغلظ ، فإنها تخاف عليه وباء مكة ، فرضيت أمه صلى الله عليه وسلم بذلك ، ورجعت به حليمة إلى بيتها مستبشرة مسرورة ، وبقى النبى صلى الله عليه وسلم عندها بعد ذلك نحو سنتين ، ثم وقعت حادثة غريبة أحدثت خوفاً فى حليمة وزوجها حتى ردا النبى صلى الله عليه وسلم إلى أمه . وتلك الحادثة هى شق صدره صلى الله عليه وسلم وإليكم بيان ذلك .
● شق الصدر :-
قال أنس بن مالك رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مه الغلمان فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه . فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا خط الشيطان منك . ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه - أى ضمه وجمعه - ثم أعاده فى مكانه .
وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعنى ظئره ( وهى المرضعة ) - فقالوا إن محمداً قد قتل . فاستقبلوه وهو منتقع اللون . أى متغير اللون .
قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط فى صدره .
● إلى أمه الحنون :-
ورجع النبى محمد صلى الله عليه وسلم بعد هذا الحادث إلى مكة ، فبقى عند أمه وفى أسرته نحو سنتين ، ثم سافرت معه أمه إلى المدينة ، حيث قبر والده وأخوال جده بنو عدى بن النجار ، وكان معهما قيمها عبد المطلب ، وخادمتها أم أيمن ، فمكثت شهراً ثم رجعت ، وبينما هى فى الطريق لحقها المرض ، واشتد حتى توفيت بالأبواء بين مكة والمدينة ، ودفنت هناك .
● إلى جده العطوف :-
وعاد به صلى الله عليه وسلم جده عبد المطلب إلى مكة ، وهو يشعر بأعماق قلبه شدة ألم المصاب الجديد . فرق عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده ، فكان يعظم قدره ، ويقدمه على أولاده ، ويكرمه غاية الإكرام ، ويجلسه على فراشه الخاص الذى لم يكن يجلس عليه غيره . ويمسح ظهره ، ويسر بما يراه يصنع . ويعتقد أن له شأناً عظيماً فى المستقبل ، ولكنه توفى بعد سنتين حين كان عمره صلى الله عليه وسلم ثمانى سنوات وشهرين وعشرة أيام .
● إلى عمه الشفيق :-
وقام بكفالته صلى الله عليه وسلم عمه أبو طالب شقيق أبيه ، واختصه بفضل الرحمة والمودة ، وكان مقلا من المال . فبارك الله فى قليله ، حتى كان طعام الواحد يشبع جميع أسرته ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مثال القناعة و الصبر ، يكتفى بما قدر الله له .
● سفره إلى الشام و بحيرا الراهب :-
وأراد أبو طالب أن يخرج بتجارة إلى الشام فى عير قريش ، وكان عمره صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة سنة - وقيل : وشهرين وعشرة أيام - فاستعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم فراقه ، فرق عليه وأخذه معه ، فلما نزل الركب قريباً من مدينة بصرى على مشارف الشام خرج إليهم أحد كبار رهبان النصارى - وهو بحيرا الراهب - فتخلل فى الركب حتى وصل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده ، وقال 《 هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين 》 .
قالوا : وما علمك بذلك ؟
قال :《 إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجداً ولا يسجدان إلا لنبى ، وإنى أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، وإنا نجده فى كتابنا 》 . ثم أكرمهم بالضيافة ، وسأل أبا طالب ، أن يرده ولا يقدم به إلى الشام خوفاً من اليهود و الرومان ، فرده أبو طالب إلى مكة.
● حرب الفجار :-
وحين كان عمره صلى الله عليه وسلم عشرين سنة - وقعت فى سوق عكاظ حرب بين قبائل قريش وكنانة من جهة ، وبين قبائل عيلان من جهة أخرى . اشتد فيها البأس ، وقتل عدد من الفريقين ، ثم اصطلحوا على أن يحصوا قتلى الفريقين ، فمن وجد قتلاه أكثر أخذ دية الزائد ، ووضعوا الحرب ، وهدموا ما وقع بينهم من العداوة والشر .
وقد حضر هذه الحروب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ينبل على أعمامه ، أى يجهز لهم النبل للرمى .
و سميت هذه الحروب بحرب الفجار لأنهم انتهكوا فيها حرمة مكة و الشهر الحرام ، الفجار أربعة : كل فى سنة ، وهذه آخرها ، و انتهت الثلاثة الأولى بعد خطام و اشتجار طفيف ، ولم يقع القتال إلا فى الرابع فقط .
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب بنى هاشم فى مكة ، صبيحة يوم الاثنين، التاسع - ويقال : الثانى عشر - من شهر ربيع الأول عام الفيل - والتاريخ الأول أصح والثانى أشهر - وهو يوافق اليوم الثانى والعشرون من شهر أبريل سنة ٥٧١ م .
وكانت قابلته أى دايته : الشفاء بنت عمرو أم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ولما ولدته أمه خرج منها نور أضائت له قصور الشام . وأرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بولادته صلى الله عليه وسلم فجاء عبد المطلب مستبشراً مسروراً ، وحمله ، فأدخله الكعبة ، وشكر الله ، ودعاه ، وسماه محمداً ، رجاء أن يحمد ، وعق عنه ، وختنه يوم سابعه ، وأطعم الناس كما كان العرب يفعلون .
وكانت حاضنته أم أيمن : بركة الحبشية ، مولاة والده عبد الله، وقد بقيت حتى أسلمت ، وهاجرت ، وتوفيت بعد النبى محمد صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر ، أو بستة أشهر .
● الرضاع :-
وأول من أرضعته صلى الله عليه وسلم بعد أمه ثويبة : مولاة أبى لهب بلبن ابن لها ، يقال له مسروح ، وكانت قد أرضعت قبله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب وبعدة صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومى ، فهم إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة .
وقد أعتق أبو لهب أمته هذه فرحاً بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه صار من ألد أعدائه حينما قام بالدعوة إلى الإسلام .
● فى بنى سعد :-
كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لمواليدهم فى البوادى ، إبعاداً لهم عن أمراض الحواضر حتى تشتد أعصابهم ، وليتقنوا اللسان العربى فى مهدهم .
وقدر الله أن جاءت نسوة من بنى سعد بن بكر بن هوزان يطلبن الرضعاء فعرض النبى محمد صلى الله عليه وسلم عليهن كلهن ، فأبين أن يرضعنه لأجل يتمه . ولم تجد إحدى النسوة - وهى حليمة بنت أبى ذويب - رضيعاً فأخذته صلى الله عليه وسلم وحظيت به حظوة اغتبط لها الآخرون .
واسم أبى ذويب والد حليمة : عبد الله بن أبى الحارث ، واسم زوجها : الحارث ابن عبد العزى ، وكلاهما من سعد بن بكر بن هوازن . وأولاد الحارث بن عبد العزى : إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة هم : عبد الله وأنيسة وجدامة ، وهى الشيماء ، لقب غلب على اسمها ، وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
● بركات فى بيت الرضاعة :-
وقد درت البركات على أهل هذا البيت مدة وجوده صلى الله عليه وسلم بينهم .
ومما روى من هذه البركات : أن حليمة لما جاءت إلى مكة كانت الأيام أيام جدب وقحط ، وكانت معها أتان كانت أبطأ دابة فى الركب مشياً لأجل الضعف والهزال ، وكانت معها ناقة لا تدر بقطرة من لبن ، وكان لها ولد صغير يبكى ويصرخ طول الليل لأجل الجوع ، ولا ينام ولا يترك أبويه ينامان .
فلما جاءت حليمة بالنبى صلى الله عليه وسلم إلى رحلها ، ووضعته فى حجرها أقبل عليه ثدياها بما شاء من لبن ، فشرب حتى روى ، وشرب معه ابنها الصغير حتى روى ، ثم ناما .
وقام زوجها إلى الناقة فوجدها حافلاً باللبن ، فحلب منها ما انتهيا بشربه رياً وشبعاً ، ثم باتا بخير ليلة .
ولما خرجا راجعين إلى بادية بنى سعد ركبت حليمة تلك الأتان ، وحملت معها النبى صلى الله عليه وسلم فأسرعت الأتان حتى قطعت بالركب ، ولم يستطع لحوقها شئ من الحمر .
ولما قدما فى ديارهما : ديار بنى سعد - وكان أجدب أرض الله - كانت غنمهما تروح عليهما شباعاً ممتلئة الخواصر بالعلف ، ممتلئة الضروع باللبن . فكانا يحلبان ويشربان ، وما يحلب إنسان قطرة لبن .
فلم يزالا يعرفان من الله الزيادة و الخير حتى اكتملت مدة الرضاعة ومضت سنتان ففطمته حليمة ، وقد اشتد وقوى فى هذه الفترة .
● بقاء النبى صلى الله عليه وسلم فى بنى سعد بعد الرضاعة :-
وكانت حليمة تأتى بالنبى صلى الله عليه وسلم إلى أمه وأسرته كل ستة أشهر ، ثم ترجع به إلى باديتها فى بنى سعد ، فلما اكتملت مدة الرضاعة وفطمته ، وجاءت به إلى أمه حرصت على بقاءه صلى الله عليه وسلم عندها ، لما رأت من البركة والخير . فطلبت من أم النبى محمد صلى الله عليه وسلم أن تتركه عندها حتى يغلظ ، فإنها تخاف عليه وباء مكة ، فرضيت أمه صلى الله عليه وسلم بذلك ، ورجعت به حليمة إلى بيتها مستبشرة مسرورة ، وبقى النبى صلى الله عليه وسلم عندها بعد ذلك نحو سنتين ، ثم وقعت حادثة غريبة أحدثت خوفاً فى حليمة وزوجها حتى ردا النبى صلى الله عليه وسلم إلى أمه . وتلك الحادثة هى شق صدره صلى الله عليه وسلم وإليكم بيان ذلك .
● شق الصدر :-
قال أنس بن مالك رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مه الغلمان فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه . فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا خط الشيطان منك . ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه - أى ضمه وجمعه - ثم أعاده فى مكانه .
وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعنى ظئره ( وهى المرضعة ) - فقالوا إن محمداً قد قتل . فاستقبلوه وهو منتقع اللون . أى متغير اللون .
قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط فى صدره .
● إلى أمه الحنون :-
ورجع النبى محمد صلى الله عليه وسلم بعد هذا الحادث إلى مكة ، فبقى عند أمه وفى أسرته نحو سنتين ، ثم سافرت معه أمه إلى المدينة ، حيث قبر والده وأخوال جده بنو عدى بن النجار ، وكان معهما قيمها عبد المطلب ، وخادمتها أم أيمن ، فمكثت شهراً ثم رجعت ، وبينما هى فى الطريق لحقها المرض ، واشتد حتى توفيت بالأبواء بين مكة والمدينة ، ودفنت هناك .
● إلى جده العطوف :-
وعاد به صلى الله عليه وسلم جده عبد المطلب إلى مكة ، وهو يشعر بأعماق قلبه شدة ألم المصاب الجديد . فرق عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده ، فكان يعظم قدره ، ويقدمه على أولاده ، ويكرمه غاية الإكرام ، ويجلسه على فراشه الخاص الذى لم يكن يجلس عليه غيره . ويمسح ظهره ، ويسر بما يراه يصنع . ويعتقد أن له شأناً عظيماً فى المستقبل ، ولكنه توفى بعد سنتين حين كان عمره صلى الله عليه وسلم ثمانى سنوات وشهرين وعشرة أيام .
● إلى عمه الشفيق :-
وقام بكفالته صلى الله عليه وسلم عمه أبو طالب شقيق أبيه ، واختصه بفضل الرحمة والمودة ، وكان مقلا من المال . فبارك الله فى قليله ، حتى كان طعام الواحد يشبع جميع أسرته ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مثال القناعة و الصبر ، يكتفى بما قدر الله له .
● سفره إلى الشام و بحيرا الراهب :-
وأراد أبو طالب أن يخرج بتجارة إلى الشام فى عير قريش ، وكان عمره صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة سنة - وقيل : وشهرين وعشرة أيام - فاستعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم فراقه ، فرق عليه وأخذه معه ، فلما نزل الركب قريباً من مدينة بصرى على مشارف الشام خرج إليهم أحد كبار رهبان النصارى - وهو بحيرا الراهب - فتخلل فى الركب حتى وصل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده ، وقال 《 هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين 》 .
قالوا : وما علمك بذلك ؟
قال :《 إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجداً ولا يسجدان إلا لنبى ، وإنى أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، وإنا نجده فى كتابنا 》 . ثم أكرمهم بالضيافة ، وسأل أبا طالب ، أن يرده ولا يقدم به إلى الشام خوفاً من اليهود و الرومان ، فرده أبو طالب إلى مكة.
● حرب الفجار :-
وحين كان عمره صلى الله عليه وسلم عشرين سنة - وقعت فى سوق عكاظ حرب بين قبائل قريش وكنانة من جهة ، وبين قبائل عيلان من جهة أخرى . اشتد فيها البأس ، وقتل عدد من الفريقين ، ثم اصطلحوا على أن يحصوا قتلى الفريقين ، فمن وجد قتلاه أكثر أخذ دية الزائد ، ووضعوا الحرب ، وهدموا ما وقع بينهم من العداوة والشر .
وقد حضر هذه الحروب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ينبل على أعمامه ، أى يجهز لهم النبل للرمى .
و سميت هذه الحروب بحرب الفجار لأنهم انتهكوا فيها حرمة مكة و الشهر الحرام ، الفجار أربعة : كل فى سنة ، وهذه آخرها ، و انتهت الثلاثة الأولى بعد خطام و اشتجار طفيف ، ولم يقع القتال إلا فى الرابع فقط .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى