عبدالله بن المبارك

حديثنا اليوم عن العلماء ورثة الأنبياء نتحدث عن أحد علماء المسلمين يدعى سيدنا عبدالله بن المبارك رضى الله عنه وأرضاه، سيدنا عبدالله بن المبارك حج بيت الله ثلاثة و ثلاثون مرة و فى آخر عام وهو يحج وقف بعرفات ورفع يديه إلى السماء وقال ربى إنك تعلم إنى وقفت هذا الموقف ثلاثة وثلاثون مرة ، الأولى لنفسى و الثانية لأبى و الثالة لأمى وأنى وهبت الثلاثون حجة لكل من وقف بهذا الموقف ولم تتقبل منه فما كاد يتم كلامه إلا سمع نداء من قبل الله سبحانه وتعالى يقول له : عبدى أتتكرم على من خلق الكرم ؟ أتجود على من خلق الجود ؟ وعزتى وجلالى إنى غفرت لكل من وقف بعرفة قبل أن أخلق عرفة بألف عام ، وبينما كان يطوف بالكعبة المشرفة وجلس بجدار الكعبة ليستريح فإذا بالنوم يأخذ برأسه فنام فرأى حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال له يا بن المبارك إذا انتهيت من حجك وسافرت إلى بلدك فاذهب إلى بغداد وقابل الرجل المجوسى (بهرام) وبشره بأن قصره فى الجنة أقرب القصور إلى ، فقام من نومه فزعا وظن أنها رؤيا غير صادقة لأنها تخالف الطبيعى فلو قال له بشر أحدا من الصالحين أو من المسلمين أو من العلماء لكان هو الأمر الطبيعي ولكن حين قال له بشر الرجل المجوسى (بهرام) الذى يعبد النار من دون الله فظن أنها رؤيا غير صادقة وأنها من الشيطان وبينما هو غارق فى بحار التفكير فإذا بالنوم يأخذ برأسه وينام مرة أخرى فرأى حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال له هون على نفسك يا بن المبارك لماذا تفكر فمن رآنى فقد رآنى حقا فالشيطان لا يتمثل بى قط ، إذا انتهيت من حجك وسافرت إلى بلدك فاذهب إلى بغداد وقابل الرجل المجوسى (بهرام ) وبشره بأن قصره فى الجنة أقرب القصور إلى، فقال له يا رسول الله ألك فيه علامة قال له نعم عنده من العمر مائة وأربعون عاما وكفيف النظر ويربط على جبينه عصبة فقال له وإن طلب منى علامة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن طلب منك علامة فامدد بيدك اليمنى على جبينه يرتد بصيرا بقدرة الله ، فبعد أن انتهى من الحج وسافر إلى بلده ذهب إلى بغداد وقابل الرجل المجوسى (بهرام) ، قال له السلام عليك يا بهرام قال وعليك السلام من أنت فأنا شممت منك رائحة ستزيل الهم عن جبينى فقال له أنا عبدالله بن المبارك فقال له مرحبا بعالم المسلمين ، اجلس فجلس سيدنا عبدالله بن المبارك وقال له يا (بهرام) أوصانى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لى إذا انتهيت من حجك وسافرت إلى بلدك فاذهب إلى بغداد وقابل الرجل المجوسى (بهرام) وبشره بأن قصره فى الجنة أقرب القصور إلى، فقال له من هو رسول الله فقال له محمد صلى الله عليه وسلم فقال له محمد قد مات من زمن طويل فقال له نعم ولكن رأيته فى المنام فقال له وما صدقك على القول ، فمد يده اليمنى على وجهه فارتد بصيرا بقدرة الله فأصبح الآن يرى بيته و أولاده شبابه فقال له سيدنا عبدالله يا (بهرام) بما نلت الجنة ومن المقربين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له بعملى فقال له وما عملك فقال له قسمت ليلى ونهارى إلى ثلاثة أقسام الثلث الأول أعمل فيه كيف أشاء لنفسى و الثلث الثانى لحل مشاكل الناس فعلى سبيل المثال كان يأتينى شخصين واحد منهم دائن و الآخر مدين والدائن يشكو من المدين لأنه لا يرد له ماله فكنت آمر المدين أن يدفع للدائن حقه فكان لا يستطيع لأنه ليس معه مال فكنت ادفع للدائن حقه وأطلب من المدين أن يرد إلى المال حين يرزقه الله له وأصلح بينهم ويقومون راضين بما حكمت بينهم ، و القسم الثالث جعلته لعبادة الله أقوم بإشعال النار وأسجد لها وأضرب لها الأقداح وأستأذن منها أأكل أو لا ، أنام أو لا ، أسافر أو لا ( هو هنا يطلب الرجاء من النار ) فقال له سيدنا عبدالله بن المبارك هذا عمل يدعو إلى الشرك ويبعد عن الجنة ويقرب إلى النار هل هناك عمل آخر ؟ قال له ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لى يا بن المبارك إذا انتهيت من حجك وسافرت إلى بلدك فاذهب إلى بغداد وقابل الرجل المجوسى (بهرام) وبشره بأن قصره فى الجنة أقرب القصور إلى، فقال له ذكرتنى بحادثة ربما تكون هى فأنا عندى ثلاث بنات وثلاث ذكور فزوجتهم بعضهم لبعض وجعلت لكل واحد منهم قصرا وأقمت وليمة كبيرة ودعوت أهل البلد وأكلو وفرحوا وذهبوا من حولى فهل هذا العمل عمل طيب فقال له لا .. لا يوجد فى القرآن ولا فى التوراة ولا فى الإنجيل ولا فى الزبور أن يتزوج الأخ من أخته وهذا العمل يبعدك عن الجنة ويقربك من النار هل هناك عمل آخر؟ فقال له ذكرتنى بحادثة أخرى ربما تكون هى السبب يوم أن زوجت بناتى من أولادى وانتهى الفرح وجلست فى الثلث الأخير أعبد إلهى ألا وهو النار فإذا بامرأة تطرق الباب وقالت افتح لى يا بهرام أنا امرأة من جيرانك ففتحت لها الباب وقلت لها ماذا تريدين فقالت أوقد لى النار فتوقفت قليلا فقلت إنها لإلهى ولا يمكن أن أعطيها لأحد ولكن قلت لنفسى لا يرانى أحد وأنها آتيه لكى توقد النار فأخذت منها المصباح وأوقدت لها النار وأعطيتها المصباح ثم ذهبت وبعد قليل عادت مرة أخرى تطرق الباب ، قلت لها ماذا تريدين قالت انطفئ المصباح أوقده لى مرة أخرى فنظرت إليها وقلت لها هل هناك سبب آخر ؟ قالت نعم .. قلت وما هو السبب قالت أنا معى صبية صغار وتركهم أبوهم بضع أيام قليلة ولم يترك لهم شىء فمن شدة الجوع ملقون على الأرض يكادون أن يهلكوا فقلت لها اجلسى ووضعت لها منديلا كبيرا ووضعت لها طعام ووضعت لها سبع فساتين ووضعت لها ثلاثة آلاف درهم وربطت لها المنديل وقلت لها اذهبى لأولادك فقالت أعن على يا بهرام أعانك الله على الموقف يوم القيامة فرفعت عليها المنديل فسقط من على رأسها على الأرض ولم تستطع أن تحمله فحملت المنديل على كتفى وذهبت إلى بيتها ووجدت أولادها كما وصفتهم نائمين على الأرض لم يستطيعوا الجلوس ويكادون أن يهلكوا ففتحت المنديل وأعطيت كل واحد منهم لقمة فى فمه حتى أكلو فشبعوا وجلسوا وضحكوا .. ، وقال بعضهم لبعض أتعرفون من هذا الملك ؟ أساقه الله سبحانه وتعالى إلينا حتى لا نموت جائعين ؟ ونظر بعضهم إلى بعض وضحكوا فقال المرأة كفى هذا يا (بهرام) أعنتنا أعانك الله على الموقف يوم القيامة وأدخلت علينا السرور جعل الله قصرك فى الجنة أقرب القصور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب (بهرام) وعاد إلى بيته ، فقال هل يكون هذا السبب يا عبدالله ؟ فقال نعم فقال له ما المطلوب منى ؟ فقال له أن تنطق الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان و حج البيت إذا استطعت إليه سبيلا وتأتى ببناتك وأولادك لتطلقهم وتزوج بناتك من شباب المسلمين وتزوج أولادك من بنات المسلمين وهذا ما أوصانى به رسول الله صلى الله عليه وسلم. و الله أعلم . هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعمل فى حياته للإسلام ومازال يعمل بعد مماته للإسلام هذا هو ديننا . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالله بن المبارك

عبدالله بن المبارك

تعاليق