منتدى رحلة الزهرة
اهلا و سهلا بك زائرنا الكريم فى منتدى رحلة الزهرة ارجو ان تستمتعوا فى المنتدى وتجدوا ما تبحثوا عنه و ارجوا إبداء آرائكم فى الموضوعات و التسجيل فى المنتدى وشكرا ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى رحلة الزهرة
اهلا و سهلا بك زائرنا الكريم فى منتدى رحلة الزهرة ارجو ان تستمتعوا فى المنتدى وتجدوا ما تبحثوا عنه و ارجوا إبداء آرائكم فى الموضوعات و التسجيل فى المنتدى وشكرا ...
منتدى رحلة الزهرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
Sarah Said
Sarah Said
زهرة الثالوث
زهرة الثالوث
المساهمات : 578
نقاط : 66373
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/06/2019
العمر : 20

بطاقة الشخصية
زهرة اللوتس: 56
https://blossom15.yoo7.com

اتقى الله انكِ ميتة Empty اتقى الله انكِ ميتة

24/5/2022, 4:15 pm
#إسكريبت 🧡👀

*اتقي الله أنك ميته*🧡🕊

_بس أنا نفسي نمشي الطريق سوا

= لكن أنت كنت عارف قبل ما تتجوزني إني مش كدا! وكنت عارف طريقة لبسي وإني بخرج بميكب !

_ أنتِ عارفة كويس إني من قبل ما ألتزم وأنا بحبك وسعيت ليكِ في الحلال ، أنا بس عايزك تساعديني عشان ربنا يقبل دعوتي ويهدي قلبك ، أنا مش قادر أشوفك بتخرجي من البيت كدا ! لا ديني ولا رجولتي تسمحلي بكدا !

= محدش جبرك عليا يا عمر ولو سمحت أنا بحب كدا وبحب أخرج كدا ماهو مش معقولة يعني هخرج بلبس واسع وأهبل عليا ومحطش ميكب وأخرج كدا قدام صحابي والناس! أنا بحب أكون جميلة وفي أحسن حال ومحبش أخرج زي ما أنت بتقول كدا !
_________________________

_ هي قالتلك كدا ؟

= أيوا يا شيخ ، مبقتش عارف أعمل بيه ، بس ال أعرفه أني بحبها !
عارف أنه المفروض واحد ملتزم وملتحي زيي ميتجوزش إلا ملتزمة زيه، بس إل أنا عملته مش حرام ، أنا حبتها وهي بتحبني ، بس بتتبع نفسها الأمارة بالسوء وبتمشي ورا أهوائها !

_الغلط من عندك يا بني ، عمره ما كان الحب كل حاجة !

= بس أنا بدأت أفكر أطلقها ، مش هقدر أستحمل أكتر من كدا مش هقدر أشوفها بتخرج بلبس مفصل جسمها وتخرج بزينة ، هقابل ربنا وهبص في وش الرسول إزاي وهو ال قال : فاظفر بذات الدين ترُبتْ يداك !

_أنت كنت عارف كل دا قبل ما تتجوزها ي عمر، يعني مالكش حق تطلقها للسبب دا وأنت اتجوزتها مع علمك بالأمر دا !

= كان عندي أمل أنها تتغير وأبقا فوزت بقلبي وعقلي ومكنش ضحيت بال حبها قلبي يا شيخ ، يا شيخ أنا قلبي مكسور

_ يا بني طريق ربنا مليان تضحيات ، الصحابة كانوا بيضحوا بروحهم ونفسهم، وأنت مكنتش قادر تضحي بحبك عشان تبني أسرة مُلتزمة فيها ذرية صالحة ، يا بني الأم مدرسة، البنت بتكبر وهي تقلد أمها سواء كانت مُلتزمة أو لا !

خرج عمر من المسجد وكلمات شيخه تهز في قلبه وهو يقول له: طريق ربنا مليان تضحيات! وسأل نفسه تُرى بماذا ضحى ؟

--------------------

_مريم أنتِ خارجة كدا ؟

= أيوا ي عمر في حاجة ؟

_ (رد عمر بغضب) هو إي ال في حاجة دي !

بصي يا مريم مش هبقا ديوث عشان بحبك ، قلبي دا يغور في داهية ، وأنا ماليش أني أجبرك ع حاجة بس ليا كلمة وتتنفذ وطاعتك ليا واجبة !
من هنا ورايح مافيش خروج بمكياج وباللبس الضيق دا !
عايزة تخرجي يبقا مافيش مكياج وتخرجي بلبس واسع فاهمة ؟!

=أنت أول مرة تزعقلي كدا !

_لأنه الهدوء مجبش معاكِ نتيجة، وبدأت طريقي معاكِ باللين بس واضح أنك بتستغلي حبي ليكِ عشان تعملي ال أنتِ عايزاه، حب ربنا عندي أهم ي هانم، ولو كلامي مش عاجبك، من بكرا الصبح ورقة طلاقك هتكون عندك.

=طلاقي؟! طلعت منك بسهولة كدا ي عمر؟ تطلقني؟ وفين حبك ليا؟
_وفين حبك لربنا ي مريم؟ أنتِ عارفة أن ال بتعمليه دا حرام لا لا؟
عارفه أنه بيغضب ربنا قبل ما يغضبني ولا لا؟
عارفة أن قلبي مكسور بسببك ولا لا؟
=طب خلاص إهدى عشان خاطري لون وشك اتغير خلاص أسفة! مش هخرج بكدا تاني والله، خلاص بقا.
_وعد؟
=.......مابلاش وعد دي
_وعععععد يا مرررريم؟
=وعد خلاص وعد.
-------------------
*بعد مرور شهر*
_يالا ي مريم هنتأخر.
=أهو خلصت أهو.
_إي دا ي مريم؟
=مش ضيق وواسع أهو ي عمر متحبكهاش!
_محبكهاش؟ وفين الوعد؟
=مقدرتش (بدأت في البكاء) بحب لبسي دا وبحب أخرج كدا مقدرتش أبعد عنهم ي عمر، آه أنا بحبك بس مقدرتش!
_لا أنتِ مابتحبنيش، أنتِ بتحبي نفسك، بترضي نفسك وشيطانك بيفرح، وبتعصي ربنا، مش هستنى لما نخلف عيال وبناتي يطلعوا زيك!
مش هضحي بحياتي وأني أكون أسرة صالحة بتحب الله ورسوله عشانك وأنتِ مش قادرة تضحي بحبك للبس والزينة عشان ربنا ال خلقك ال فضله ونعمه مغرقاااااكِ! (بدأ صوت عمر يعلو والعضب يُسيطر عليه)
مش هستنى لما بنتي تطلع زيك وأشوفها بتخرج كدا!
كل راجل رايح وجاي يبص عليها ويفصل جسمها!
مش هسمح أن بنتي تكون رخيصة يا مريم!
(ثم أخذ نفساً وأغمض عينيه لكي لا يراها وهي تبكي، واستجمع قواه لينطق تلك الجملة المكونة من كلمتين! )
أنتِ طالق.
(كان هذا بمثابة صفعة قوية على قلب مريم العاصي، فقد طلقها زوجها وروحها، مات أباها وهي صغيرة فتربت في أسرة فقيرة، كانت تستعير ملابسها الصفيقة تلك والضيقة من صديقتها وتضع الزينة أيضاً من عندها فهي لا تملك المال لذلك! وعندما شبَّ أخاها وسافر خارج البلاد بدأ بتجهيزها لأنها أصبحت في سن الزواج فكانت تشتري لنفسها ما طابت! وعندما خطبها عمر كان يساعدها أيضاً ويعطيها المال لتجهز نفسها فكانت تشتري الملابس التي تهواها وهي الضيقة والبنطال وغيره، فضلاً عن الزينة!
فكان عمر الأب الحاني والذي رأت فيه ما عميت عنه في حياتها السابقة، كان لا يحبها فقط بل كان يضعها في بؤبؤ عينيه! فانكسر قلبها بسماع كلمة الطلاق! فذهبت تمسح دموع عينيها ولملمت قلبها المسكور لتضع ثيابها في حقيبتها وترحل).

*أثناء العدة*
-أنتِ مش مُجبرة تروحي بيت أهلك تقدري تقعدي في البيت.
=إزاي وأنت مطلقني؟
-بس إحنا في العدة لسه وينفع تقعدي في البيت بس بحدود!
_بس أنا مش قادرة أتخيل إزاي هونت عليك تطلقني!
=أحياناً لازم نشد ونقسى عشان الجزع يتعدل!
--------------------
-يارب أنا مريم التي تعلمها ولستُ أعلمُها، يارب أنا بحبك ونفسي ترضى عني وأدخل جنتك، بس نفسي دايماً بتغلبني، أنا بجاهد عشان أوصلك يارب بس أنا ضعيفة وأسلحتي ضعيفة كل ما أدخل الحرب مع نفسي أتهزم، أنا حاسة إني لوحدي يارب، يارب أنا عايزة أنتظم في الصلاة وألبس ال يرضيك وأعمل ال يرضيك ويحببك فيا، بس أنا ضعيفة! (بدأت في البكاء وصوتها بدأ يعلو)
يارب طب هتسيبني لمين يارب؟! لنفسي؟ نفسي عايزة ترميني في النار وعايزة تغضبك ياربي، هتسيبني لمين يارب؟ هتسيبني لعمر؟ أهو هو كمان سابني وطلقني!
يارب إرحم دموعي إرحم قلة حيلتي وضعفي وهواني ع الناس يارب، يارب إرحمني أنا ظلمت نفسي كتير يارب يارب يارب يارب!
(نهض عمر من نومه على صوت بكائها وشهقاتها التي اقتلعت قلبه من مكانها فأسرع، إليها لعل أصابها شئ)
= مريم، إي ال مصحيكِ دلوقتي؟ وبتعيطي كدا لي؟
في إي ي مريم؟
_عايزة أتوب يا عمر، أنا بحب ربنا ومش عايزه أغضبه يا عمر"(
=طب إهدي طيب (قام بإحتضانها وربت على ظهرها لتهدأ)
ربنا شايف دموعك دي وسامع عياطك دا، وسامع كل كلمة قولتيها له سبحانه وأنا كنت نايم ومش سامعها، هو سبحانه لا ينام ويسمعك في كل أحوالك!
_يعني هيسامحني؟
=أيوا طبعاً مادام توبتي وقولتيله سامحني وندمتي ع ال فات يبقا هيسامحك ويغفرلك عشان هو الرحيم التواب الغفار!
_أنا بحب ربنا ومش هزعله مني تاني ي عمر"(
= وربنا بيحبك يا مريم عشان كدا فوقتي وقومتِ في نص الليل تستنجدي بيه وتصلي وتدعي أنه يغفرلك.
(ابتعدت مريم عنه وقالت)
_مينفعش يا عمر تلسمني كدا وأنت مطلقني! استغغر ربك
(ضحك عمر لبراءة محبوبته، تلك البراءة التي جعلته عاشقاً لها، تلك الطفولة التي جذبته من ياقته لقلبها)
=حاضر ي ستي أستغفر الله العظيم الحي القيوم وأتوب إليه، بس بمجرد ما حضنتك أنا رديتك خلاص، يعني خلاص مافيش طلاق ولا حاجة والعدة لسه مخلصتش يبقا أنا رديتك لعصمتي خلاص.
_بس أنا مش موافقة.
=لا مش موافقة دي تقوليها لماما لما تطبخ سبانخ. ^^
_يعني إي بقا؟ أنت طلقتني وأنا لسه زعلانة!
=وأنا رديتك واتصالحنا خلاص ي خلبوصي كوتي ع السكر ي ناس!
(ضحكت مريم على مداعبة عمر لها، وبدأت صفحةٌ جديدة بيضاء مع الله فكانت تتقرب إليه كل يوم أكثر من قبل، فأصبحت أكثر تديناً من عمر نفسه، وارتدت النقاب بدون أي تأثير عليها من عمر، بل هي التي قالت له بأن يخرج يشتري لها جلباباً ونقاب فهي لا تُطيق أنا يرى أحداً شئ منها، تلك هي هداية الله التي يرسلها لعبادة، تحول الفاجر لتقي، والكافر لمؤمن، والعاصي لتائب، فقد تحولت مريم من فتاة متبرجة عاصية تخرج بكامل زينتها وببنطال ضيق وتتعطر للخروج، إلى فتاة لم تُطيق الخروج لتشتري لها نقاباً فأرسلت زوجها لأنها لا تُطيق أن يراها أحد، أحبت الستر فأحبها الله وحبب إليها الإيمان والحياء والتستر، ولكن لا تمضي الحياة هكذا بدون إبتلاء يظهر الصادق من الكاذب، فقال تعالى: "أحسِب النَّاسُ أن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفتَنون". )
_ عوماااااار!
= (قهقه عمر لطريقتها الطفولية في مناداته وقد هدأ قلبه من بعد ما اهتدى قلبها، وهذا حال من يُحب، يرتبط قلبه واطمئنانه بقلبِ من يحب فيهدأ لهدؤه ويجزع لحزنه! )
_عمر، أنا حامل يا عمر، ربنا هيرزقنا ذرية صالحة إن شاء الله يا عمر!
(سجد عمر شكراً لله ودمعت عيناه فرحاً وقام بوضع قبلة على رأس زوجته وخرج للمسجد وضع فيه مبلغاً من المال كصدقة، هكذا اعتاد أن يشكر الله على نعمه، وذات يوم خرج للعمل فلم يعد! وهو يعبر الطريق صدمته سيارة مُسرعةٌ فلم يستطِع إلا أنا يرفع سبابته وينطق الشهادة!
عندما سمعت مريم بهذا الخبر الذي مزق قلبها، شعرت بدوار فسقطت مغشياً عليها وعندما استعادت وعيها
ووجدته وقد أحضروا جُثمانه البيت!
وكأن الله قد ربط على قلبها، فذهبت إليه وكشفت عن وجهه لتراهُ مُبتسمٌ ووجهه جميل على غير العادة، فخللت لحيته بأصابعها كما كانت تفعل، ووضعت قبلة على جبينه وقالت له: أنت السابق يا قرة عيني، أنت السابق وأنا اللاحقة، أحُسبُك عند الله شهيداً جعل الله مكانك جنة الفردوسِ بِجاورِ حبيبك المُصطفى أني لأشهدُ لك أنك تُحب الله ورسوله وأنك من الصالحين يا قرة عيني، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي.
(لم يُطاوعها قلبها على نطقِ "وأخلفني خيراً منها" فلو كانت في زمن رسول الله لقالت كما قالت أم سلمة في موت زوجها فأخلفها الله خيراً من زوجها وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأن هي لا ترى حينها خيراً من عمراً الذي كانت تناديه من شدة ما ترى منه من إيمان "يا بن الخطاب")
[٨:١٣ م ١٥‏/٩‏/٢٠١٩] نورهآن أحمد: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
اللهم اربط على قلبي كما ربطت على قلبِ أم موسى إذ ألقته في اليمِ!

(مضت الأيامُ والأشهرِ وهي صابرة على فِراقِ حبيبِها الذي كان سبباً في هدايتِها وتذوقها حلاوة الإيمان، مضت الأشهر وجنينُها في بطنها يكبر ويرفسُ في قلبها أُريدُ الخروج يا أمي! )
جاءت ساعة الولادة وها هي بمفردها في بيتها الذي رفضت تركه وقررت العيش على ذِكرى حبيبها، أحست بألم المخاض فتحركت بصعوبة بالغة لكي تتصل على أمها فتُنجِدُها لكن أثناء سيرها سقطت مغشياً عليها!
استعادت وعيها بمزيدٍ من الآلم ولكنها رأت نفسها تعوم في بركةٍ من الدماء، صرخت من الآلم، رأت الموت بعينها، بل أدركت الموتُ لا محالة فهاهي تنزف بشدة وبمفردها ولا أحد يعلم بحالها، فظلت تحبو إلى أن وضعت قطعة قماش على رأسها ووجها! كثيراً منَّا يسأل! هل هي في حالة تسمحُ لها بالتفكير في ستر جسدها وشعرها ووجهها؟! فأقولُ نعم، من المؤمنين الذين إذا أصابتهم مُمصيبة كانت أعينهم تنظر للآخرة، فها هي زوجة فرعون، كانت تعذب والسياطُ يقطع في لحمها وكانت عينها على الآخرة ولم تدعو الله أن يخفف عنها عذاب الدنيا، بل قالت بكل ثبات: "ربَّ ابني عندك بيتاً في الجنَّة"
فهي عندما أدركت الموت وأن الرجال سيأتون لنجدتها، كان أول ما فكرت به هو سترُ جسدها.
كان الألم يزيد وصرخاتها تعلو، فسِمع الناسُ والجيران تلك الصرخات والتأوهات المتتالية، ركض الرجال والنساء معاً فهم يعلمون بزوجة عمر العفيفة فلم يكسروا الباب بل أطرقوا أولاً فلم يُجيبُ أحد وانقطع الصوت!
شرعوا الرجال في كسر الباب فكُسر من المحاولةِ الأولى وأفسحوا الطريق للنساء لكي يتفقدوا الأمر، فهم رجال لديهم حمية وعصبية على الأعراض فلا تُنتهك!
صرخت إحدى النساء التي أسرعت بإتجاه مريم المُلقاة على الأرض والدماء حولها بلا حراك، فأسرع الرجال للداخل وتالله لم يرى أحدٌ منهم شئ!
كانت مستترة كعادتها حتى وجهها لم يظهر لهم!
حملها رجلٌ منهم وهو يعلم بأنها ميتةٌ هي والجنينُ في بطنها لا محالة، وضعها في السيارة وصعدت معه إحدى النساء وانطلقوا للمستشفى على أملٍ طفيف في إنقاذ أياً منهما!
-بنتي بنتي بنتي ي جماعة مالها بنتي فين يا ام إبراهيم؟
= بس يا ام مريم متعمليش في نفسك كدا بنتك مؤمنة وهتقوم بالسلامة.
_بس أنا مسمعتش كدا، بنتي مالها ي ام إبراهيم طمني قلبي الله يطمنك.
=والله يا حبة عيني أنا جريت ع صراخها الظاهر كانت بتولد ولما جرينا عليها، خبطنا محدش رد، فالرجالة كسروا الباب لقيتها مرمية ع الأرض وغرقانة في دمها!
(سقطت أمها أرضاً قلقاً على بنتها الأرملة التي لم تنتهي من حزنها على فراق زوجها بعد، فجلست أم إبراهيم معها تواسيها وتهون عليها)
*خرج الطبيب من غرفة العمليات*
-يا دكتور طمني الله يباركلك بنتي يا دكتور.
=والله يا حجة مكذبش عليكِ حالتها صعبة ومحتاجين ليها نقل دم فوراً أما الجنين فهو بخير وموجود في الحضانة ودي تعتبر معجزة لكن مافيش حاجة بعيدة عن ربنا!
_طب وبنتي؟
=إدعيلها ي أمي عن أذنك.
--------------------
-عمر أنت جيت؟
=أيوا ي مريم، وحشتيني متخفيش أنا هنا كويس قوي.
-خدني معاك يا عمر الدنيا هنا صعبة من غيرك.
*في العالم الواقعي*
يا دكتور نبض المريضة وقف!
_(وشرع الطبيب في إنعاش قلبها بالصدمات الكهربائية)
*في عالم الأحلام*
_لسه مش دلوقتي يا مريم.
=أمتى يا عمر؟
_معرفش يا مريم، بس أكيد قبل ما تيجي هعرف وكل حباييك هنا هيعرفوا وهنجهزلك ليلة حلوة أوي.
_وبابا هيعرف؟
=أيوا طبعاً.
_بس أنا عايزة أجي معاك يا عمر، خدني معاك!
=لسه وقتك مجاش يا مريم، كل واحد فينا ليه وقت ولما يخلص هيمشي من الدنيا، وأنتِ لسه عندك وقت، ولوقت ما ينتهي وقتك في الدنيا لازم
تصبري على ما أصابك، وعلى ما سيُصيبك، وخليكِ فاكرة إن مهما عظُم البلاء واشتد سيأتي يوم ويمضي ويذهب ويبقا لكِ الأجر فاحرصي أن تكوني من الصابرين الراضين يا مريم!
__________________
-النبض رجع الحمدلله، دي معجزة دي معجزة فعلاً! سبحان الله!

(رأت مريم أشد العذاب والألم في ولادة طفلها ذهبت في رحلة مع الموت لكنها بأمر الله عادت، عند خروجها من المشفى قامت بإحتضان طفلها لأول مرة وشمته كثيراً وقالت مبتسمة: به رائحة من عمر! أليس يُشبه عمر يا أمي؟
كبر عمر في حضن أُمِه وقد أحبته حب يعقوب النبي ليوسف عليه السلام، فكانت لا تطيق فراقه عنها، كانت ترى به عُمر حبيبُها!
مضت السنون وكبر عُمر والتحق بالمدرسة وها هو أول يومٍ له فيها! ذهبت معه وكانت تذهب معه كل يوم وتنتظره إلى أن ينتهي يومه الدراسي، ألم أقل أنها لا تطيقُ فُراقِه؟

كان يوسف ابنها يلعب وكانت تطلع عليه من النافِذة مرتدية نقابها وحجابها كي لا يراها أحد من المارة، وكنت ترتسم على وجهها ضحكة كلما رأته يضحك ويلعب مع أقرانه في الحارة، فابتعد مع الأطفال ونادت عليه كي لا يبتعد عن ناظريها ولكنه لم يسمعها، فهدأت وقالت لنفسها: دعيه يلعب إلى متى ستُراقبينه؟ هو في معية الله ولن يُصيبه إلا ما كتب الله له!
بعد نصفِ ساعة طرق أحدهم الباب، فارتدت جلبابها ونقابها وفتحت، فإذا برجلٍ تعرفه من الحارة يحمل جثةَ ابنها يوسف!
فحملته منه سريعاً وصرخت به: حصله إي؟ ماله؟ مش بيتحرك ليه؟ يوسف يوسف يا حبيبي إصحى أنا ماما؟ يوسف؟
_كان بيلعب مع العيال ووقع فجأة جرينا عليه بس كان خلاص قطع النفس، إنا لله وإنا إليه راجعون! البقاء لله يا ام يوسف!

(لم تستطِع أن تنطق بكلمة واحدة، فاحتضنته وبكت، قالت: يا الله! إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، الحمدلك راضية ولكن قلبي حزين! حملته ودخلت غرفتها ذهبت خلفها النساء فلم تسمح لهن بالدخول ووضعت طفلها على سريرها وجلست على الأرضِ تبكي! حينها تذكرت أن الله غيور لا يُحب أن يتملك قلب عبده المؤمن أحداً غيره، ولما أحب يعقوب النبي عليه السلام يُوسُف فابتلاه الله بفقده.
فقالت: سامحني يا الله إذا تعلق قلبي بيوسف! أعلم أنه إبتلاء وأنه مهما طال فسألحق بهم، فاللهم صبراً على مالم أُحِط به خُبراً!)
ورتلت قول ربها:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ "
_مريم مريم يا ضنايا أفتحي الباب أنا أمك، يا بنتي متعمليش في نفسك كدا أفتحي.

=لله ما أعطى ولله ما أخذ يا أمي، أنا مش معترضة على قضاء الله، الحمدلله يا ماما، يوسف راح عند ربه، وعمر هيشوف ابنه ويحضنه يوسف راح عند أبوه يا ماما، قدر الله وما شاء فعل، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
(تعجب النساء من ثبات مريم، تلك الفتاة الشابة التي مات زوجها وهي بنت الثالثة والعشرون من العمر وها هي تودع ابنها وهو ابن السادسة! )
-المغسل جه ي جماعة خرجوا يوسف.
=لا يا أبو أحمد، أنا هغسل ابني، اعتذر للشيخ بالنيابة عني، أنا ال هغسله وأكفنه.
(راحت النساء ينظرن لبعضهن البعض، ما هذا الثبات، هل أصاب عقلها شئ؟ هل جُنت؟ كيف لأم أن تُغسل ابنها فلذة كبدها وتكفنه؟ )

قامت مريم تلك المرأة الصابرة التي ربط الله على قلبها بتغسيل ابنها وتكفينه، والصلاة عليه خلف الرجال، أما هي فاحتسبت أجرُها على الله، وقررت أمها بالمكوثِ معها بعد أن رفضت مريم أن تترك بيت زوجها، ولكن الإبتلاءات لم تتوقف بعد، يُريد الله أن يُطهِرُها!)
*بعد مرور شهرين من وفاة يوسف*
-هقوم أجهز الغدا يا ماما
=ماشي يا قلب ماما^^
(عند نهوضِها سقطت على الأرضِ وارتطمت بها بقوة، فصرخت أمها مسرعة نحوها، هزتها ولكن بدون فائدة، فاتصلت بأخاها الذي عاد من السفر حديثاً، جاء وحملها وأسرع بها للمستشفى)
-ها يا دكتور سبب الإغماء دا إي؟ مع العلم مريم كانت كويسة جداً!
=خير يا أستاذ محمد هنعمل أشعة على الثدي وتحليل دم عشان نطمن.
_أشعة على الصدر؟ بنتي مالها يا دكتور؟
=دلوقتي مقدرش أقول حاجة، بس عندي مجرد شك وهنطمن بالخير إن شاء الله بالأشعة والتحاليل دي.
_هطلع دلوقتي يا دكتور وأعملها ليها ولما تطلع هجيبها لحضرتك.

*بعد يومين*
_يا دكتور حضرتك قريت التحاليل والأشعة وبتعيد فيها ومابتتكلمش! في حاجة؟!
=للأسف يا محمد، المدام مريم عندها سرطان في الثدي وحالته متأخرة، دا ورم خبيث بيظهر فجأة زي ما أنت شايف كدا، فجأة أغمى عليها وتعبت وفجأة ظهر المرض دا! العلاج الأقوى للمرض دا هو الحالة النفسية للمريض، لازم تكون كويسة.
(قال أحمد وقد تملك الحزن قلبه على أخته التي مزقت الأوجاع قلبها وهي تقف صابرة وشامخة كالجبل، كيف سيُخبرها وكيف إذا أمه علمت بالأمر؟ فقال للطبيب:
=لا من الناحية دي متقلقش يا دكتور، مريم أختارت الآخرة خلاص! لله الأمر من قبل ومن بعد.
(كما صبرت واحتسبت الأجر عند الله عندما رحل عنها حبيبها، وكما رضيت وصبرت عندما فارقت قرة عينها وهو لم يبلغ بعد السابعة من عمره، رضيت بأمر مرضها واحتسبت الأجر عند الله ورددت: لبيك إن العيش عيشَ الآخرة، أما أُمها فقد لبست رداء الحُزن على ابنتها التي توالت عليها المصائب من كل جانب)
_للأسف يا محمد، لازم نستئصل الثدي قبل ما ينتشر المرض في باقي الجسد!
=لا حول ولا قوة إلا بالله!
-------------------
_عايزك تثبتي يا مريم، أنتِ مؤمنة وصابرة وكملي واصبري وإن شاء الله هتخفي وتقومي بالسلامة.
=يا محمد، متقلقش عليا أنا معايا ربنا، وأنا مع ربنا، وال في معية ربنا مينفعش يقلق ولا يخاف، بس أنا طالبة منك تسترني في مرضي، بلاش أتكشف على أي حد، ولو ينفع تحولني على دكتورة يكون أفضل.
_صعب يا مريم صعب، مافيش غير واحدة في المحافظة كلها، ودي لسه مبتدئة مضمنش أسلمك ليها وتعملك العملية.
=بس...
_من غير بس يا مريم، أنتِ مش عندك شوية مغص هنروح لأي حد!
(بدأت مريم في البكاء وقالت)
=صعب عليا يا محمد صعب أتكشف ع رجل ويعملي العملية! حتى لو كان حلال، صعب عليا أوووي.
_يا حبيبتي هتاخدي البنج ومش هتحسي لا بخجل ولا بألم ودا دكتور يعني عمل عمليات زي دي كتير.
=أكيد ربنا له حكمة في كدا، لله الأمر من قبل ومن بعد.
(تمت العملية وتم إستئصال الثدي والأن مريم ليس بها شئ)
-كدا المدام مريم بخير وتقدر تروح البيت من بكرا بس لازم أتابع معاها أول 6شهور عشان نتطمن أنه ميرجعش ليها تاني.
=يعني ممكن تتصاب بالمرض دا تاني يا دكتور؟
_كل شئ وارد يا أستاذ محمد ولازم أتابع معاها الفترة دي لغاية ما نتأكد أنه مش هيرجع تاني.
*بعد مرور شهر*
=ساكت لي يا دكتور؟ التحاليل فيها حاجة؟!
_للأسف، عثرنا على ورم في الرحم ولكنه حميد، مع جرعات الكيماوي هتخف إن شاء الله.
(شرعت مريم في أخذ الكيماوي وبدأ شعرها في التساقط وملامح وجهها تتغير وبدأ الألم ينهشُ في عِظامِها، كانت أمها تسمع آنينها وهي نائمة، وهي ساجدة تُصلي وتقول: اللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد، اللهم اكتبني من الصابرين الراضين، اللهم اجعلني منهم.
في هذا الأثناء لم يكتفي هذا المرض اللعين برحمها فقط، ولكنه أصاب ركبتيها وظهرها ومعدتها، والقولون، فكان تأوهها يؤلمها فكانت تصمت! لم تُجدي جُرعات الكيماوي معهاً نفعاً فتوقفت عن أخذها بعد أن رفضت استئصال رحمها، وأدركت الموت لا محالة فلم تشأ أو تجعل فوق ظهر أمها وأخيها حملاً ثقيلاً في علاجها خاصةً بعد أن شعرت أن المال لديهم ينفذ، فجرعات الكيماوي والأدوية باهظة الثمن)
_يا مريم يا بنتي متوجعيش قلبي عليكِ أكتر من كدا! عشان خاطري خدي العلاج، يا بنتي شوفتك كدا بتقطع في قلبي!
=يا ماما، متخافيش عليا، العلاج والكيماوي دا بيتعبني أكتر ومابقتش قادرة أستحمله، ومش هيأثر فيا بحاجة يا ماما، أنا مطمنة قوي وشايفة مكاني من هنا.
_مكان إي؟
=مكان كله خير يا ماما، عن أذنك هريح شويا.

(دخلت الأم غرفة مريم لتطعمها فوجدتها تُصلي وهي جالسة! بعد أن أنهكها المرض وجعلها طريحة الفراش لتسعةِ أشهر فكانت تصلي وهي على جنب وهي نائمة! والأن أعتدلت وتُصلي ركعتين لغير الفريضة وقد جلست أرضاً بجسدها الهزيل الضعيف، عندما رأت ذلك أمها تهللت أساريرها وركضت تتصل بأخاها ليأتي وما إن انتهت من الصلاة أحتضنتها وبكت وقالت: إذاً قد استجاب الله لدعائي وشفاكِ يا قرةَ العين.

=بجد يا ماما مريم كويسة؟ مسافة السكة وأكون عندك.
---------------
-مريم أنتِ كويسة؟
=مريم غرقانة في نِعم ربنا يا محمد.
-حاسة بحاجة طيب؟
=حاسة أني طايرة")
(وفجأة صرخت من الألم وتأوهت بشدة)
-مالك يا مريم؟ مريم مريم؟
هنزل أجيب عربية أنقلها للستشفى يا ماما بسرعة.
=قالت مريم بآلم وبصوت متقطع: محمد، خليك جنبي، مافيش داعي للدكاترة تاني بس اقعدوا جنبي واسمعوني، متزعلوش عليا أنا هروح عند حبايبي، هروح عند ربنا حبيبي، ربنا مسابنيش ولا لحظة يا ماما، كنت في كل مرة أدخل العمليات وفي كل جلسة كيماوي أحس أن روحي بتطير بتطير وعند ربنا بتطمن، كنت بحس أني في معية ربنا، محمد إياك والصلاة يا محمد، أختار زوجة صالحة تعينك على الطريق لأنه صعب ومش أي حد يمشي فيه لوحده!
ماما، فات من عمرك الكتير مابقي إلا القليل فعيشيه في طاعة ربنا والسعي لرضاه.
(تألمت مريم وبدأ الدم يظهر في الملاءه التي تلتحف بها، أنه دم يخرج منها نتيجة ذاك المرض اللعين في رحمها! أسرعت أمها لسد النزيف لكن هيهات! فقالت باكية حزينة:
-حُزني عليكِ يا بُنيتي عشتِ كثيراً من الآلم، مات أبوكِ وأنتِ طفلة فتربيتِ يتيمة، مات زوجك وأنتِ مازلتِ عروس، ومات طفلك وهو لم يتجاوز السابعة، ومات جسدك وهو في الثلاثين!
=يا أمي كانت الدُنيا ولم أكن فيها، وستكون ولن أكون فيها! )
-وصيتيِ يا أمي، أن تُغسلني أمُ حبيبة فهي التي أئتمِنُها على جسدي وتستره، لا تجعلي الرجال يحملوني عند وضعي في القبر، يا محمد احمل جسد أختك الهزيل الذي أنهكه المرض وضعني في منزلي الجديد، تصدقوا على روحي كلما تذكرتموني، ألحقوني بالدعاء.

لفظت مريم أنفاسها الأخيرة ورفعت اصبعها السبابة وتشاهدت ثلاث مرات! يا الله! هناك من لم يستطِع نطقها ولو لمرة، وهناك من كان ينطقها وكأنه يتكلم لأول مرة!

ماتت مريم وتركت خلفها أثراً جميل، تركت في نفوس الناس مثلاً للإيمان والصبر يحتذوا به، تركت ورداً خلفها لا يذبُل وإن قطفه أحدهم 🧡🥲

*عاوزه اقولك اختاري راعي صالح يتقي الله فيكي ويخاد بأيدك للجنه لان لوحدك هتقعي في هذا الزمن أشد فتنه!! اختاري صح عشان محدش هينفعك أول ما يتقفل عليكم باب واحد وهتلاقي قدام يا اما واحد بيخاف ويتقي الله عز وجل🧡 يا أما واحد لا يخاف الله عز وجل ولا يتقي الله فيكي وساعتها هتندمي ندم عمرك لان الاختيار كااان غير. صحيح من الاول🧡🥲 !! عاوزه اقولك متبصيش للمظاهر قد ماتبصي لدينه وطريقه مع ربنا ماشيه إزاي!! متبصيش للقصور ولا المهر ولا لفلوسه ولا شياكته ولا شكله قد ماتبصي هو وصل لحد فين في حفظ القرآن الكريم!! اختاري واحد عارف ربنا وتكفي أنه يريدك معه جنه وليسه دنيا بس....!!🧡👀*

اختاري صح كلهم زائلون ولن يبقا الاختارتي_ فاختاري صح🧡👀

*اتقي الله انك ميته*🧡🕊💚
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى