العابد و البغى
8/6/2019, 4:31 pm
ها هى امراة بغى، بارعة الجمال، لا تمكن من نفسها إلا بمائة دينار ،وتمر على عابد ما عصى الله طرفة عين ، يتعبد الله فى صومعة من الصوامع ، فيفتن بها ،وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فاتقوا الدنيا واتقوا النساء " افتتن بها فراودها عن نفسها ، فأبت أن تمكنه إلا بمائة دينار، وهو لا يملك دينارا ولا درهما ، فماذا كان منه ؟
كان منه أن ترك صومعته وذهب يكد ويتعب ، وجمع المائة دينار .ثم ذهب إلى هذه البغى فى بيتها وفى قصرها ،وطرق الباب ،فخرجت ،قال لها : هأنذا ، قد جمعت المائة دينار و جئت ، قالت : ادخل .فدخل إليها فى قصرها ،فعلت على سرير من ذهب ، وتزينت فى كامل زينتها ،وقالت هلم إلى ، فسقط جالسا . قالت : قد كنت تزعم أنك ستجمع وتأتى ،فلما مكنتك من نفسى تجلس ، قال : ذكرت وقوفى بين يدى الله عز وجل فلم تحملنى أعضائى لأقف ، فما كان منها هى أيضا إلا أن ارتعدت وخافت و وجلت. وقالت : لا تخرج من هذا البيت حتى تتزوجنى ، قال : لكنى و الله لا اتزوجك ، وإنما خذى هذه الدنانير ودعينى اخرج ،قالت. لا تخرج حتى توافق على الزواج منى. ، فماذا كان منه ؟ قال. : بلدى فى المكان الفلانى ، وعلك إن جئت تائبة لعلى أن أتزوجك د وهو يريد الخلاص منها .
أما هو فقد ذهب و خرج نادما على تفكيره فى عمل المعصية ، نادما على تركه العبادة ليجمع المائة دينار ليزنى بها ، كما يفعل بعض شبابنا اليوم - هداهم الله - يوم يجمعون دراهمهم ودنانيرهم ليذهبوا ليعصوا الله فى بلاد أو كأن الله عز وجل سبحانه وبحمده وله العزة والجلال كأنه لا يراقبهم إلا فى جزيرة العرب. .
أما هى فأقلقتها بشاعة الفاحشة ، وآلمتها مرارة الكبيرة ، ولسعتها مرارة المعصية ، وما كان منها إلا أن رجعت إلى الله ، و تابت إلى الله ، و ذهبت تبحث عمن كان سببا فى توبتها إلى الله جل وعلا ، ذهبت إليه فى قريته ، و سألت عنه ، فدلت على بيته ، فلما وصلت إلى البيت طرقت الباب فخرج ، فتذكر يوم كادت تزل قدمه ، فشهق شهقة عظيمة فمات. ( كما ذكر ذلك ابن قدامة فى كتابه التوابين )
فكان منها أن حزنت حزنا عظيما ، و قالت : لأتزوجن قريبا من اقربائه حبا فيه ، فقالوا : له أخ فقير تقى ، قالت : أتزوجه حبا فى أخيه ، فتزوجت هذا العبد الصالح الفقير التقى أخو ذلك الصالح التقى ، فجعل الله من نسلها ومن نسله سبعة من الصالحين العابدين الزاهدين . فلا إله إلا الله ! ما أعظم شأن التوبة !
كان منه أن ترك صومعته وذهب يكد ويتعب ، وجمع المائة دينار .ثم ذهب إلى هذه البغى فى بيتها وفى قصرها ،وطرق الباب ،فخرجت ،قال لها : هأنذا ، قد جمعت المائة دينار و جئت ، قالت : ادخل .فدخل إليها فى قصرها ،فعلت على سرير من ذهب ، وتزينت فى كامل زينتها ،وقالت هلم إلى ، فسقط جالسا . قالت : قد كنت تزعم أنك ستجمع وتأتى ،فلما مكنتك من نفسى تجلس ، قال : ذكرت وقوفى بين يدى الله عز وجل فلم تحملنى أعضائى لأقف ، فما كان منها هى أيضا إلا أن ارتعدت وخافت و وجلت. وقالت : لا تخرج من هذا البيت حتى تتزوجنى ، قال : لكنى و الله لا اتزوجك ، وإنما خذى هذه الدنانير ودعينى اخرج ،قالت. لا تخرج حتى توافق على الزواج منى. ، فماذا كان منه ؟ قال. : بلدى فى المكان الفلانى ، وعلك إن جئت تائبة لعلى أن أتزوجك د وهو يريد الخلاص منها .
أما هو فقد ذهب و خرج نادما على تفكيره فى عمل المعصية ، نادما على تركه العبادة ليجمع المائة دينار ليزنى بها ، كما يفعل بعض شبابنا اليوم - هداهم الله - يوم يجمعون دراهمهم ودنانيرهم ليذهبوا ليعصوا الله فى بلاد أو كأن الله عز وجل سبحانه وبحمده وله العزة والجلال كأنه لا يراقبهم إلا فى جزيرة العرب. .
أما هى فأقلقتها بشاعة الفاحشة ، وآلمتها مرارة الكبيرة ، ولسعتها مرارة المعصية ، وما كان منها إلا أن رجعت إلى الله ، و تابت إلى الله ، و ذهبت تبحث عمن كان سببا فى توبتها إلى الله جل وعلا ، ذهبت إليه فى قريته ، و سألت عنه ، فدلت على بيته ، فلما وصلت إلى البيت طرقت الباب فخرج ، فتذكر يوم كادت تزل قدمه ، فشهق شهقة عظيمة فمات. ( كما ذكر ذلك ابن قدامة فى كتابه التوابين )
فكان منها أن حزنت حزنا عظيما ، و قالت : لأتزوجن قريبا من اقربائه حبا فيه ، فقالوا : له أخ فقير تقى ، قالت : أتزوجه حبا فى أخيه ، فتزوجت هذا العبد الصالح الفقير التقى أخو ذلك الصالح التقى ، فجعل الله من نسلها ومن نسله سبعة من الصالحين العابدين الزاهدين . فلا إله إلا الله ! ما أعظم شأن التوبة !
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى